تصدمنا الدراما الإنجليزيّة من حين لآخر بمسلسل جديد يضرب أعماق خيالنا. هو من نوعيّة المسلسلات التي تجد كلّ حلقة فيه قائمة بذاتها وتختلف تماماً عن أي حلقة أخرى. لذا يمكنك ببساطة البدء بأي حلقة تريدها. الجميع يتكلّم هنا عن كونه المسلسل الذي يُعادل The Twilight Zone في عصرنا الحالي (وهو مسلسل قديم من ستينيّات القرن الماضي) وذلك لأن كاتب حلقات Black Mirror، تشارلي برووكر، هو من صرّح بكونه يُحاكي ما جاء في ذلك المسلسل عبر إدخال مظاهر الحداثة إليه. ستتعرض لإنبهار كبير من دقّة وروعة الأداء وعبقريّة السيناريو في كلّ حلقة تُشاهدها، حتّى أنك ستتمنّى لو عدت بالزمن لما قبل Black Mirror كي يتسنّى لك الاستمتاع بكلّ حلقة من جديد.

لكن الحلقة الأولى، “النشيد الوطني”، تظهر الفرق الذي يمكن لـ50 عاماً أن تصنعه في خلق مسلسل تلفزيوني. الإفتراض الذي تضعك أمامه الحلقة الأولى مُرعب ومدمّر رغم بساطته: يتم خطف أحد أعضاء العائلة المالكة، الأميرة سوزانا أصبحت رهينة وحصولها على حريّتها مشروط بأمر واحد فقط: على رئيس الوزراء ان يُمارس الجنس مع خنزير، على الهواء مباشرة، عصر يوم الإختطاف، وعلى جميع المحطات.

هذه هي ربّما ثيمة العرض. أحدهم أمام خيار صعب جداً. رغم ذلك، قد نجد النهايات السعيدة، لكنّها مرعبة بنفس الوقت. هذه الحلقات، المكتوبة بعناية والتي يمثّلها أشخاص بارعون حقّاً، تدور في شكلها العام حول إلقاء دعابة سوداويّة ساذجة وسط موجة من الإبهار ليطلب منك بعدها أن تتعامل مع الأمر بحرفيّة عالية.
في الحلقة الثانية مثلاً، أقسم بأنّي إقتربت من الشاشة حيث لم يعد يفصلني عنها بضعة إنشات قبل أن أدرك المعضلة التي أصبحت فيها، حيث لم أعد أدري، هل أنا مُشاهد مثل الذي هم في الحلقة؟ أم أنا موضوع الحلقة؟

أنصح بقوة مشاهدة هذه التحفة التلفزيونيّة. المسلسل صدر منه موسمين حتّى الآن، في كلّ موسم هناك ثلاث حلقات، تتراوح مدّة كلّ حلقة من (45 – 60 ) دقيقة. إن كنت قد قررت مشاهدته بالفعل فأنا أنصح بتحميل نسخة عالية الجودة منه. المسلسل سيعود مع نهاية العام الحالي (تحديداً فترة أعياد الميلاد) بموسم جديد. 

إقرأ أيضاً:
حلقة إضافية من Black Mirror بعنوان White Christmas

تقييمه على IMDb هو 8.7

التريلر: